- وعندما ذكر النبي حفظ أسماء الله عن ظهر قلب، لم يقصد مجرد تكرار هذه الأسماء باللسان.
- بل قصد العيش بهذه الأسماء واحتضانها في حياتنا لتكون للأسماء أفضل الأثر في سلوكنا في المجتمع.
السلام عليكم عزيزي السائل
شكرا لسؤالك.
يعتقد المسلمون أن الله (الله) له أسماء وصفات إلهية. يعتقد المسلمون أن صفات الله وأسمائه هي تلك الصفات التي تعطي الفهم الصحيح لما إله حقا.
كما يرى المسلمون أنه لا يجوز أن ينسب إلى الله صفات لم يصف نفسه بها، أو صفات تتنافى مع جلاله وكماله.
يعتقد المسلمون أن هذه الأسماء فريدة من نوعها. لا أحد لديه أسماء وسمات مماثلة بأي شكل من الأشكال.
قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
«إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا؛ ومن حفظها كلها عن ظهر قلب دخل الجنة». (البخاري)
اختلف العلماء في معنى حفظ أسماء الله عن ظهر قلب. ويرى بعض العلماء أن الأسماء الإلهية يجب أن تحفظ حرفيا عن ظهر قلب.
ويرى بعض العلماء الآخرين أن الأسماء الإلهية يجب أن تفهم بشكل صحيح.
وذهب فريق ثالث إلى وجوب العمل بمعاني الأسماء الإلهية. ولذلك فإن أحد أسماء الله هو الواحد، فلا يجب أن نشرك بالله. إن أحد أسماء الله هو الرزاق، فلا يجب أن نطلب الرزق من غيره.
وجهة نظر أخيرة هي أنه يجب على المسلمين أن يدعوا الله بهذه الأسماء. ونقرأ في القرآن ما يعني:
(القرآن 7/180)
يرى جمهور العلماء أن أسماء الله لا تقتصر على الأسماء الـ 99 المشار إليها في الرواية المذكورة أعلاه.
وقد ورد في دعاء طويل عن النبي أنه قال: “…
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك…”
وقوله (أو استأثرت به في علم الغيب عندك) يدل على أن هناك أسماء الله الحسنى حفظها عنده في علم الغيب، ولم يعرفها أحد من خلقه. وهذا يدل على أن عدد الأسماء يزيد على تسعة وتسعين اسماً.
عندما نؤمن بأسماء الله تعالى نتقرب إليه، فهذا الاعتقاد يزيدنا معرفة بالله، وبالتالي يزيد إيماننا. عندما نحمد الله بهذه الأسماء فإننا نقوم بالأفضل الذكر. ونقرأ في القرآن ما يعني:
(القرآن 30:41)
حفظ أسماء الله الـ 99: تذكرة مجانية إلى الجنة؟
وبحسب الحديث المذكور أعلاه فإن من حفظ أسماء الله الـ 99 دخل الجنة.
لكن حفظ الأسماء الإلهية ليس هو السبب الوحيد لدخولنا الجنة. الأعمال الصالحة هي أداة تقربنا من الله. وقبل كل شيء يدخل الناس الجنة برحمة الله.
لا يمكننا أن نضمن من سيذهب إلى الجنة أو النار. يعني نحن لا نضمن الخلاص. والله هو الذي يقرر ما يريد.
إن حفظ أسماء الله الحسنى ينبغي أن يكون حافزاً لجميع المسلمين لفعل الخير، لأن ذلك جزء من تطبيق الحديث النبوي عن حفظ أسماء الله الحسنى.
إن معرفة أن الله عالم بكل شيء، عالم بكل شيء، وأنه قادر على كل شيء، سيدفعنا إلى فعل ما يرضيه، وتجنب ما لا يرضيه.
ومن خصائص المؤمنين أنهم يذكرون الله كثيراً. فذكر الله يعين المسلمين على فعل الخيرات لينالوا رضاه.
وعندما ذكر النبي حفظ أسماء الله عن ظهر قلب، لم يقصد مجرد تكرار هذه الأسماء باللسان. بل قصد العيش بهذه الأسماء واحتضانها في حياتنا لتكون للأسماء أفضل الأثر في سلوكنا في المجتمع.
والله أعلم.
آمل أن يساعد هذا.
السلام عليكم ويرجى التواصل.
(من أرشيف اسأل عن الإسلام)