ثقافة

مسجد توليدو، جوهرة التراث في القرن الحادي عشر، يولد من جديد: من مكان عبادة من العصور الوسطى إلى مركز ثقافي متميز

بعد أكثر من عشر سنوات من الإغلاق وأعمال الترميم الكبرى، أعاد مسجد تورنيرياس، وهو جوهرة معمارية تعود إلى القرن الحادي عشر ويقع في المركز التاريخي لمدينة توليدو، على بعد 70 كيلومترا جنوب مدريد، فتح أبوابه للجمهور. تشهد هذه المدينة التاريخية، العاصمة السابقة لإسبانيا في العصور الوسطى والمشهورة بتعايش ثلاث ثقافات (المسيحية والإسلامية واليهودية)، عودة أحد معالمها الرمزية إلى الحياة. ومن المهم الإشارة إلى أن هذا النصب التاريخي، الذي تم تفكيكه منذ عام 1498، لم يستعد وظيفته الدينية الأصلية.

إن عملية إعادة التأهيل هذه، التي تضاعفت ميزانيتها لتصل إلى 2.2 مليون يورو بسبب الاكتشافات الأثرية غير المتوقعة، تحول المبنى إلى مساحة متعددة الأغراض مخصصة للحرف اليدوية والسياحة المحلية. وسيضم المبنى، المصنف على أنه تراث ثقافي، مركز الحرف الإقليمي في قشتالة لامانشا بالإضافة إلى مكتب سياحي.

وسيُخصص المعرض الأول للأعمال الدمشقية، وهي تقنية حرفية محلية تُصنف حالياً ضمن التراث الثقافي. خلال حفل الافتتاح، سلط الرئيس الإقليمي إميليانو غارسيا بيج الضوء على أهمية الحفاظ على هذا التراث المتعدد الثقافات، الذي يشهد على تاريخ إسبانيا الغني. وأصرت باتريشيا فرانكو، مستشارة الاقتصاد والأعمال والتوظيف، على الطبيعة الدقيقة لأعمال الترميم. وسلطت الضوء بشكل خاص على مشروع “Legado Artesano” (التراث الحرفي)، الذي حصل مؤخرًا على جوائز الحرف الوطنية، والذي ساعد في الترويج للحرف اليدوية الإقليمية في مناطق بعيدة مثل ميلانو وباريس ومدريد.

يهدف هذا المشروع الطموح، المدعوم من السلطات المحلية، إلى جعل هذا المكان التاريخي مركزًا جديدًا للجذب الثقافي والحرفي في قلب توليدو، وبالتالي إعادة الاتصال برسالته كمفترق طرق للثقافات والمعرفة، مع احترام ماضيه المعماري الغني. .