دين

هل يستحب صيام رجب؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله والشكر والصلاة والسلام على رسول الله.


وفي هذه الفتوى:

هل يستحب صيام رجب؟

  • وصيام رجب تطوع وليس فريضة.
  • ولم يرد في الحديث الصحيح ما يحدد ثواباً خاصاً لصيام رجب.
  • يتم تشجيعه كعمل عام من التفاني خلال الأشهر المقدسة.

وفي رده على سؤالك عن صيام رجب: الشيخ محمد صالح المنجدقال المحاضر والمؤلف الإسلامي السعودي البارز:

فضائل شهر رجب

وشهر رجب من الأشهر الحرم التي قال الله تعالى عنها: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم؛ فذلك هو الحساب الصحيح؛ فلا تظلموا أنفسكم فيهم، وقاتلوا المشركين جميعاً كما يقاتلونكم جميعاً. واعلموا أن الله مع المتقين). (التوبة 9:36)

والأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.

وقد روي أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: “”السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاثة أشهر متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.“(البخاري ومسلم)

وهذه الأشهر محرمة لسببين:

  • ويحرم القتال فيها إلا بمبادرة من العدو.
  • وانتهاك الحرمات فيه أشد من أي وقت آخر.

ولذلك نهانا الله عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر، فقال: “…فلا تظلموا أنفسكم فيهم…” (التوبة 9:36)

وإن كان ارتكاب المعاصي محرماً في هذه الأشهر وفي غيرها، إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.

قال الامام السادي (رحمه الله)( تفسير السعدي، ص. 373)،

“في العبارة”فلا تظلموا أنفسكم فيهم“، الضمير”هم“” يمكن أن يفهم على أنه يشير إلى الاثني عشر شهرا. وقد أخبر الله تعالى أنه جعلها مقياسا لعباده، يستعملونها في عبادته، ويشكرون الله على نعمه، وفيها مصالح عباده، فاحذروا أن تظلموا فيها أنفسكم.

ويجوز أن يحمل الضمير على الأشهر الحرم الأربعة، وهذا ينهى الناس عن ظلم أنفسهم في هذه الأشهر خاصة.

هو والصيام في رجب مُستَحسَن؟

وأما صيام رجب فلم يرد حديث صحيح يدل على فضل خاص بصيام هذا الشهر كله أو بعضه.

وما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض أيام رجب بالصيام معتقدا أنها أفضل من غيرها لا أصل له في الشرع.

ولكن هناك خبر عن النبي محمد يدل على الأفضلية (مستحب) صيام الأشهر الحرم وأحدها رجب. قال النبي محمد:”صوم بعض الأيام من الأشهر الحرم دون غيرها“. (أبو داود، مثله ضعيف (ضعيف) الألباني في ضعيف أبي داود)

ولو كان هذا الحديث صحيح، يدل على أنه الأفضل (مستحب) صيام الأشهر الحرم. فإذا صام الإنسان في رجب لهذا السبب، وصام سائر الأشهر الحرم أيضاً، فلا حرج في ذلك. لكن تخصيص رجب بالصيام لا يصح.

قال ابن تيمية رحمه الله :

“وأما صيام رجب خاصة فالأحاديث فيه كلها ضعيفة”ضعيف)، وحتى ملفقة (موضوع). ولا يعتمد أهل العلم على أحد منهم. وليست من الأحاديث الضعيفة التي وردت في الفضائل؛ بل أكثرها موضوعة كاذبة. في المسند وفي مكان آخر حديث أن النبي محمد أمر بصيام الأشهر الحرم، ولكن هذا صيامها كلها، وليس رجب فقط. (ابن تيمية، مجموع الفتاوى، 25/290) .

وقال ابن القيم رحمه الله أيضاً :

«كل حديث ورد فيه صيام رجب وصلاة بعض لياليه فهو باطل موضوع». (المنار المنيف)

قال الشيخ السيد سابق (رحمه الله) :

«ليس صيام رجب أفضل من صيام غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم. لا يوجد تقرير في الحجية من السنة الإشارة إلى أن هناك شيئًا مميزًا في صيام هذا الشهر. وما جاء في ذلك لا يصلح أن يحتج به». (السيد سابق،فقه السنة، 1/282) .

والله تعالى أعلم.

هذه الفتوى مأخوذة من أرشيف اسأل العالم وتم نشرها في الأصل بتاريخ سابق.

مصدر: مقتبس مع تعديل تحريري طفيف من موقع islamqa.info