يكثف الرئيس السابق دونالد ترامب جهوده لجذب الناخبين الديمقراطيين التقليديين المسلمين والعرب، مستفيدًا من عدم الرضا عن السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الصراع بين إسرائيل وغزة. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تأرجحا نحو ترامب بين هؤلاء الناخبين، وخاصة في ولاية ميشيغان الرئيسية، حيث يتمتع المجتمع العربي بنفوذ.
وأصبح ترامب أول مرشح حزبي كبير يزور ديربورن، وهي مدينة ذات أغلبية عربية، مما يدل على التزامه بحملة التوعية هذه. وبمساعدة مسعد بولس، رجل الأعمال اللبناني الأميركي وصهر تيفاني ترامب، حصل على دعم الشخصيات الدينية وبعض رؤساء البلديات الديمقراطيين في ميشيغان. ويدير بولس، بالتعاون مع المستشار السابق ريتشارد غرينيل، حملة تستهدف الناخبين العرب المسلمين والمسيحيين، وتتناول الصراع في غزة والقيم المحافظة التي يقدرها بعض هؤلاء الناخبين.
وفي الوقت نفسه، تحاول نائبة الرئيس كامالا هاريس وفريقها الحفاظ على دعم الأمريكيين المسلمين والعرب. لكن عدة أصوات، مثل صوت نازيتا لاجيفاردي، أستاذة العلوم السياسية، تنتقد إدارة بايدن لصمتها تجاه غزة. كما أثار بعض الزعماء الديمقراطيين، مثل بيل كلينتون، جدلاً من خلال التقليل من أهمية التأثيرات المدنية للصراع، مما أدى إلى تأجيج الإحباط داخل هذا المجتمع.
يعتقد بعض الديمقراطيين، بمن فيهم الناشط إسماعيل أحمد، أن حملة هاريس لم تأخذ في الاعتبار بشكل كافٍ المخاوف المحددة للناخبين العرب والمسلمين، مشيرين إلى أخطاء استراتيجية مثل غياب الأصوات الفلسطينية داخل الحزب الديمقراطي. في هذه الأثناء، تنتقد شخصيات مؤثرة، مثل روبرت مكاو، من مركز العلاقات الأمريكية الإسلامية، تعليقات بيل كلينتون وريتشي توريس، التي يُنظر إليها على أنها منفصلة عن الواقع الذي يعيشه هذا المجتمع. ومع سعي ترامب للظهور كمدافع عن القيم الاجتماعية المحافظة والسلام في الشرق الأوسط، أصبحت الجالية العربية والإسلامية قضية حاسمة لكلا المعسكرين. ومن الممكن أن يلعب هذا التحول غير المتوقع دورًا حاسمًا في نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024، خاصة في الولايات المحورية حيث يكون لكل صوت أهمية.