وفي فعالية في رويال أوك (مدينة في ولاية ميشيغان الأمريكية)، استضافتها نائبة الرئيس كامالا هاريس، تم طرد الدكتور أحمد غانم، المرشح الديمقراطي السابق للكونغرس والشخصية الإسلامية المؤثرة في مجتمع ديترويت، دون تفسير واضح. أفاد أحمد غانم أن موظفي حملة هاريس طلبوا منه أن يتبعهم قبل أن يرافقه عملاء الخدمة السرية وشرطة رويال أوك إلى خارج المبنى. وعندما سئل عن سبب الطرد، أجاب غانم أنه بالتأكيد له صلة بدينه.
ويأتي الحادث في وقت حرج بالنسبة لحملة كامالا هاريس، حيث يحاول الديمقراطيون استعادة دعم الناخبين العرب الأمريكيين، خاصة في ميشيغان، الولاية الرئيسية في الانتخابات الوطنية. ويمكن لهؤلاء الناخبين، الذين يعتبرون كتلة انتخابية مؤثرة، أن يلعبوا دوراً حاسماً في نتائج انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ على علاقات إيجابية مع هذا المجتمع.
لم يكن رد الفعل طويلاً في المستقبل. وندد ممثلو مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) وشخصيات إسلامية أخرى بالحادثة، ونظموا مؤتمرا صحفيا للمطالبة بتفسير واعتذار. وطالب باسم الكرا، أحد ممثلي كير، بإجراء تحقيق لتوضيح أسباب هذا الإخلاء. كما شدد على ضرورة استعادة الثقة بين الجالية المسلمة والحزب الديمقراطي.
وأعرب زعماء مسلمون آخرون، مثل ريكس نازاركو من شبكة مشاركة وتمكين المسلمين الأمريكية، عن غضبهم، مشيرين إلى نمط متكرر من الازدراء تجاه المسلمين والعرب الأمريكيين. وناقشوا، من بين أمور أخرى، عدم تمثيل المسلمين في المؤتمرات الديمقراطية، فضلا عن انتقاد الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بتمويل العمليات في غزة.
وحاول حاشية هاريس التخفيف من حدة الجدل بإصدار بيان اعتذرت فيه ناعومي سافين، نائبة مدير الاتصالات لفريق هاريس في ميشيغان. كما دعت الدكتور غانم لحضور الفعاليات المستقبلية، مؤكدة على أهمية العلاقات مع الجالية الأمريكية المسلمة.
لكن رغم هذه الدعوة، لم يؤكد الغانم ما إذا كان سيصوت لكامالا هاريس في الانتخابات المقبلة. ويلقي هذا الغموض بظلال من الشك على قدرة الحملة على استعادة دعم الناخبين المسلمين والعرب الأمريكيين بشكل كامل، وهي قضية حاسمة بالنسبة للديمقراطيين في ولاية متنازع عليها مثل ميشيغان.
ويسلط الحادث الضوء على التوترات المتصاعدة داخل الحزب الديمقراطي، الذي يجب أن يوازن بين توقعات المجتمعات المتنوعة مع تجنب الأخطاء التي قد تعرض فرصه في الانتخابات المقبلة للخطر.