دولي

كيف خسر هاريس الناخبين المسلمين والعرب

أصبحت الإبادة الجماعية المستمرة في غزة قضية مركزية بالنسبة للناخبين الأمريكيين المسلمين والعرب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، مع تأثير كبير على دعم كامالا هاريس ودونالد ترامب. ويتمتع هؤلاء الناخبون، الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ناخب، بنفوذ خاص في الولايات الرئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وجورجيا. ففي ميشيغان، على سبيل المثال، تراجعت هاريس بنحو 22 ألف صوت عن نتيجة بايدن في عام 2020، بينما حصل ترامب هناك على نحو 9000 صوت. ويعود جزء من تراجع هاريس إلى دعم مرشحة حزب الخضر جيل شتاين، وهي مرشحة الحزب الثالث، التي اجتذب موقفها المناهض للحرب على غزة الناخبين المسلمين والعرب.

وجد استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن 42% من الناخبين المسلمين يؤيدون شتاين مقارنة بـ 41% لهاريس، مما يعكس عدم الرضا المتزايد عن تعامل بايدن وهاريس مع حرب غزة. بالإضافة إلى ذلك، أدى غياب الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في المؤتمر الوطني الديمقراطي ودعم هاريس لليز تشيني، التي يُنظر إليها على أنها شخصية مثيرة للجدل لدعمها غزو العراق، إلى تفاقم الشعور بالخيانة بين هؤلاء الناخبين.

من جانبه، استفاد ترامب بمهارة من هذا السخط، منتقدا هاريس لتحالفها مع تشيني وصاغ خطابا مناهضا للحرب ردا على المعاناة الناجمة عن القصف الإجرامي الإسرائيلي في غزة ولبنان. وفي مواجهة هذا التنصل من هاريس في المجتمع الإسلامي والعربي، سيتعين على الديمقراطيين إعادة تقييم موقفهم وتحالفاتهم إذا كانوا يأملون في استعادة هذه الكتلة الانتخابية الحاسمة للمستقبل السياسي للحزب.

إن استياء الناخبين المسلمين والعرب من كامالا هاريس يكشف عن عدم ارتياح عميق إزاء السياسات الخارجية للحزب الديمقراطي وتحالفاته الاستراتيجية. وقد يمثل هذا التنصل نقطة تحول في العلاقة بين هذا المجتمع والحزب، مما يجبر الديمقراطيين على إعادة تقييم أولوياتهم والتزاماتهم إذا كانوا يرغبون في استعادة هذه القاعدة الانتخابية الحاسمة في الانتخابات المقبلة.