صادف يوم 19 أكتوبر 2024 الذكرى المئوية لوضع حجر الأساس لمسجد الفضل، أول مسجد بني في لندن. بدأ هذا الحدث التاريخي بحضرة خليفة المسيح الثاني، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية الأحمدية، المعروف بدعوته إلى نبذ العنف، خلال زيارته للمملكة المتحدة في عام 1924.
سابقة تاريخية
على عكس المحاولات الفاشلة السابقة، مثل صندوق مسجد لندن، أصبح بناء مسجد الفضل ممكنًا في المقام الأول من خلال مساهمات النساء من الطائفة الأحمدية. وقد دفعهم تفانيهم المثالي إلى بيع مجوهراتهم لتمويل المشروع، مما جعل هذا المسجد رمزًا للتضحية والإيمان.
واحتفالًا بهذه الذكرى المئوية، أقامت الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة حفل استقبال خاصًا في مسجد الفضل. وحضر الحفل شخصيات من خلفيات مختلفة، بينهم صحفيون وأكاديميون وسياسيون. أتاحت الجولة الإرشادية للضيوف التعرف على تاريخ المسجد وتطور الجماعة الأحمدية في المملكة المتحدة. كما استعاد معرض مفصل اللحظات المهمة في هذه الرحلة.
تحية وشهادات
وأشاد القس جوناثان سيدجويك، رئيس شمامسة ساوثوارك، بمساهمة المسجد في تنوع لندن. وشدد على أهمية الوحدة والمساعدة المتبادلة من أجل مستقبل أفضل. وسلطت فلور أندرسون، عضو البرلمان عن منطقة بوتني، الضوء على تأثير أفراد المجتمع، وخاصة القسم النسائي في لجنة إماء الله، الذين تعتبر تضحياتهم في بناء المسجد مصدرًا للإلهام.
وأعرب حضرة أمير المؤمنين، الزعيم الروحي الحالي للجماعة الإسلامية الأحمدية، عن امتنانه لله على هذه المناسبة الهامة. وأشار إلى أن الأحداث المحيطة بالمساجد ليست دنيوية فحسب، بل روحية، مؤكدا أهمية هذه الأماكن باعتبارها ملاذا يجتمع فيه المؤمنون لعبادة الله. كما حذر من تنامي النزعة المادية التي تنفر الناس من القيم الروحية، مؤكدا على الدور الأساسي للمساجد في تعزيز التنمية الأخلاقية والروحية.
إن الذكرى المئوية لبناء مسجد الفضل تشهد على قرن من التفاني الروحي والمشاركة المجتمعية. أكثر من مجرد مبنى، يجسد هذا المسجد قيم الوحدة والإيمان والسلام، بينما يلعب دورًا حاسمًا في تعزيز السلام والتنوع في لندن وخارجها.