بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والشكر والصلاة والسلام على رسول الله.
وفي هذه الفتوى:
- إذا نذر الإنسان عبادة وجب عليه تنفيذها، لأنه ألزم نفسه بها، فيجب عليه الوفاء بها.
- وأما رمضان فيجب عليك صومه على كل حال. وأما صيام رجب وشعبان، فالواجب عليك أن تصومهما لنذرك فقط.
الإجابة على سؤالك، الشيخ صالح بن فوزان الفوزانيقول عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية:
التحذير من قطع النذور
وينبغي أن ننبه إلى أنه لا ينبغي للمرء أن يتعهد. وقد نهى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك وقال: «النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخر، ولكن النذر وسيلة لإخراج شيء من البخيل». (مسلم)
فلا ينبغي للإنسان أن ينذر، بل ينبغي أن يتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات دون نذر، ولا يلزم نفسه إلا ما أوجبه الله شرعا.
أما إذا حرج الإنسان على نفسه وكلف نفسه بصيام ثقيل أو عبادة ليست بواجبة في الإسلام، ثم بعد ذلك يشق عليه الأمر ويبحث عن مخرج، فهذا شيء عليه أن يفعله. كان يجب تجنبه في المقام الأول.
أما إذا نذر وكان نذراً للعبادة، فعليه أن يفعل. قال النبي : «من نذر أن يطيع الله فليطعه». (مالك)
يقول الله:
{يوفون بالنذور ويخافون يوما كان شره مستطيرا}. (الإنسان 76:7)
{وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله به عليم}. وما للظالمين من أنصار } (البقرة 2: 270)
{فليقضوا فريضتهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}. (الحج 22:29)
فإذا نذر الإنسان عبادة وجب عليه تنفيذها، لأنه ألزم نفسه بها، فيجب عليه الوفاء بها.
الوفاء بالنذر بصيام رجب
يذكر السائل أنها نذرت صيام ثلاثة أشهر: رجب وشعبان ورمضان.
وأما رمضان فيجب عليها صومه على كل حال شرعا، وقد نذرت صيامه، فصار واجبا لسببين: الحكم الأصلي ونذرها. فلا خيار لها إلا أن تصوم فيه.
وأما صيام رجب وشعبان فيجب عليها أن تصوم فيهما لنذرها فقط، ويجب عليها أن تصوم ما نذرت أن تصوم رجب وشعبان ورمضان، لأنه نذر عبادة. .
وإذا اشترطت سنة معينة، وجب عليها أن تصوم رجب وشعبان ورمضان في تلك السنة المعينة. أما إذا لم تنذر أن تصوم رجب وشعبان في سنة معينة، فلها أن تصوم رجب وشعبان في أي سنة.
والحاصل أنه ليس أمامه إلا أن يصوم هذا النذر، ولو كان يشق عليها، لأنها هي التي ألزمت نفسها بذلك. وعليها أن تصوم ما دامت قادرة على الصيام، ولو كان ذلك يشق عليها. ولا يصح لها أن تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع كما ذكرت. وليس لها إلا أن تصوم رجب وشعبان ورمضان. كما لا يجزئ عنها الإطعام، لأنها تستطيع الصيام ولو كان ذلك يشق عليها.
فإن أرادت صيام رجب وشعبان في سنة واحدة، أي متتابعين، وجب عليها صيامهما متتابعين. أما إذا قصدت رجب في أي سنة وشعبان في أي سنة فلا مانع من عدم صيام رجب في سنة وشعبان في سنة أخرى إذا لم تكن تنويه في سنة معينة أو في سنة. سنة.
والله تعالى أعلم.
: www.islamqa.info