ثقافة

ولادة الإسلام: معركة القادسية التاريخية (637م) تم تحديد موقعها بفضل أقمار التجسس

أ فريق من علماء الآثار تم مؤخراً تحديد الموقع الدقيق لمعركة القادسية، وهي حدث كبير في التاريخ الإسلامي وقعت عام 637 م. وقد أصبح هذا الاكتشاف، نتيجة التعاون بين جامعة دورهام وجامعة القادسية، ممكنا بفضل تحليل صور الأقمار الصناعية من السبعينيات.

هذه المواجهة التاريخية، التي استمرت أربعة أيام، وضعت القوات الإسلامية التابعة لخلافة عمر بن الخطاب ضد الجيوش الساسانية القوية للملك يزدجرد الثالث. ورغم ضعفهم العددي ومواجهتهم فيلة الحرب الفارسية الهائلة، حققت القوات العربية بقيادة سعد بن أبي وقاص انتصارًا حاسمًا، خاصة بعد وفاة القائد الفارسي رستم فرخزاد.

ويتميز الموقع، الذي يقع على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب الكوفة في محافظة النجف، بملامح تتوافق مع الأوصاف التاريخية: خندق عميق وقلعتين وبقايا نهر قديم. كما تم العثور هناك على قطع فخارية تعود لتلك الفترة.

تظل هذه المعركة، التي تمثل انتصار القوات الإسلامية على الإمبراطورية الساسانية وانتشار الإسلام نحو بلاد فارس القديمة، عنصرًا أساسيًا في تدريس التاريخ العربي اليوم. ويخطط الباحثون لبدء الحفريات الأثرية في الموقع في العام المقبل.

ويعد هذا الاكتشاف جزءا من مشروع أوسع للحفاظ على التراث الأثري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتزامن مع إحياء علم الآثار في العراق، البلد الذي غالبا ما يوصف بأنه “مهد الحضارة”.

يوضح هذا التقدم الكبير أهمية التقنيات الجديدة في البحث التاريخي الحديث. ومن خلال الجمع بين أرشيفات الأقمار الصناعية والأساليب التقليدية، يفتح الباحثون آفاقًا جديدة لفهم الأحداث التي شكلت عالم العصور الوسطى. ويمكن الآن أن تكون هذه المنهجية المبتكرة بمثابة نموذج لتحديد المواقع التاريخية الرئيسية الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد.